الكشف عن متهم ثالث بقضية تميم .. ودماؤها بدون أثار للخمر
كشفت التحقيقات التي أجرتها شرطة دبي في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم مفاجأة جديدة في القضية؛ حيث تضمنت الأوراق المقدمة إلى السلطات القضائية المصرية اسم متهم جديد في القضية هو البريطاني إليكس كاساكي.
فيما ذكر تقرير الطب الشرعي أن الضحية قاومت القاتل، ما أدى إلى تغطية دمائها إلى ما يقرب من نصف متر على جدران الشقة، كما كشف الطب الشرعي أن القتيلة لم تتعاطَ الخمر وقت ارتكاب الجريمة.
وأشارت أوراق التحقيقات -وفقًا لصحيفة الوطن السعودية الأربعاء 22 أكتوبر/ تشرين الأول– إلى أن المتهم البريطاني اعترف بوجود علاقة تربطه برياض العزاوي المقيم في بريطانيا بسبب مساعدته في توفير شقة له وصديقته مطربة مشهورة تُدعى سوزان تميم، وقال: "ساعدتهما في رؤية العديد من الشقق السكنية".
وأضاف المتهم: إلا أنهما لم يستقرا على أيٍّ منها، وبعد أسبوعين فوجئت باتصال هاتفي من تميم تطلب فيها شراء شقة لها في منطقة مارينا في دبي، وبعد اتصالات عدة قاما بسداد ثمن الشقة على مصرف بريطاني، وسددا قيمتها البالغة مليونا وستمائة ألف درهم إماراتي، وتم تحرير عقد الشقة باسم سوزان تميم من مالكها أحمد خفاجي.
وتضمنت اعترافات البريطاني أن رياض طلب منه في شهر يونيو/ حزيران الماضي أن يُحضر له بعض الأغراض الخاصة من سوزان تميم، وأخبرته أنني موجود في تركيا، وحين أعود إلى الإمارات سأتصل به، وفاجأني رياض بقوله إنه سيحضر قريبًا إلى الإمارات.
وتابع المتهم الثالث: إنه في يوم الحادثة اتصل به رياض العزاوي من هاتفٍ يبدأ برقم 0021، وأبلغه أنه يحاول الاتصال بسوزان لكنها لا ترد عليه، وأنه أبلغ ابن خالتها حسان بالأمر نفسه، ويتابع إليكس: "وفي الساعة العاشرة والنصف مساء توجهت إلى شقتها، حيث لاحظت وجود دورية للشرطة، ولم أدخل البناية، وأبلغت العزاوي بذلك، وفوجئت باتصالٍ أخير منه وهو يبكي، ويقول لي إن أحد أصدقائه توجه إلى البناية، وأخبره بمقتل سوزان تميم نقلاً عن الشرطة الموجودة في المكان.
وأضاف أن "العزاوي عاود الاتصال بي ليطلب مني الذهاب لتأكيد الخبر، لكنني أخبرته بأني مشغول، وتوجهت بعدها لأحد المقاهي لتناول العشاء مع أحد أصدقائي، وفوجئت في اليوم الثاني بالشرطة تداهم منزلي، وتستولي على حاسوبي وأحذيتي، وكان من بين تلك الأحذية واحد أخذته هدية من رياض العزاوي".
وأشار المتهم في تحقيقات شرطة دبي إلى أن علاقة العزاوي وتميم كانت غير رسمية، وعلى حد تعبيره "بوي فريند"، حيث كانا يقيمان سويًّا في الفنادق التي ينزلان بها في دبي، وأيضًا في الشقة التي ساعدتهما في شرائها في دبي، مشيرًا إلى أن ثمن الشقة سدد من حساب القتيلة -وأنه حصل على ثمانية آلاف درهم كعمولة- نصف في المائة بدل واحد في المائة كما اتفقا من قبل.
خلافات سوزان والعزاوي
وعن عدد مرات لقائه برياض العزاوي وسوزان تميم معًا قال إنها تراوحت ما بين أربع وخمس مرات، كما أنه التقى منفردًا مع العزاوي ثلاث أو أربع مرات أخرى، أما عن عدد الاتصالات التي تلقاها من العزاوي ليلة الحادث، فقال إنها بلغت حوالي سبعة أو ثمانية اتصالات، كان أولها في العاشرة وخمس دقائق مساء بتوقيت الإمارات.
وأشار إلى أنه لاحظ وجود خلافات بين القتيلة ورياض، مستندًا في ذلك إلى عدم ردها على اتصالات رياض، فضلاً عن شخصيتها القوية التي كانت تفرضها عليه.
وعن الرسالة التي تم العثور عليها مع ملابس القتيلة وصادرة عن إحدى شركات العقارات أنكر المتهم معرفته بتلك الرسالة، لكنه لم يستبعد أن تكون رسالة من الشركة لها، أو أن تكون قد وصلت إلى أي شخص، ولم يستبعد أن يكون رياض قد أخذ واحدة من تلك الأوراق خلال وجوده في الشركة، كما اعترف أيضًا بإعطاء رياض العزاوي رسالة فاكس في أحد الأظرف التي تحمل شعار الشركة، نافيًا وجود أية مشاكل له مع العزاوي والقتيلة، مستشهدًا بصديق بريطاني يُدعى "نيكي" كان برفقته عندما علم بواقعة القتل من رياض.
وقد تضمنت الديباجة الأولية للتحقيق وصفًا للمتهم البريطاني أنه في العقد الثالث من عمره، 23 عامًا، ويقيم في منطقة دبي مارينا، ومهنته وكيل عقاري، ومصاب في أسفل عموده الفقري عللها بممارسة رياضة التزلج في تركيا قبل مثوله للتحقيق بأسبوع فقط.
تقرير الطبيب الشرعي
وفي سياقٍ متصل كشف تقرير الطب الشرعي الذي أجراه الطبيب المصري حازم متولي إسماعيل - يعمل لحساب شرطة دبي- عن اختلاف في توقيت القتل، حيث رجح أن تكون الجريمة ارتُكبت خلال الفترة من الساعة الحادية عشرة مساء من ليلة الحادثة إلى الساعة الثالثة ظهرًا في يوم اكتشافها.
وأثبت تقرير الطبيب الشرعي وجود جرح ذبحي جنائي بمنطقة الرقبة ممتد من أسفل الأذن اليسرى وحتى نهاية الألسية لعظمة الترقوة، ما أدى إلى قطع شامل للأوعية الدموية الرئيسية على الناحيتين والقصبة الهوائية والمريء، إضافةً إلى كدمة في الجهة الداخلية للشفتين.
كما تبين وجود جرحين قطعيين في أعلى يسار الصدر مقابل الترقوة اليسرى لا يصلان إلى التجويف الصدري، وجرح سطحي صغير أسفل الثدي الأيمن، وجرح شديد السطحية يمين العنق لا يخترق الجلد، وجرحين قطعيين غائرين يقعان في خلفية أسفل ومنتصف الساعد الأيمن، وجرح بمستوى الحواف بطول ربع سنتيمتر أسفل مقدم الساعد الأيمن.
وتبين أيضًا إصابة الضحية بكدمات في الشفتين العليا والسفلي، وكدمات أسفل الفخذ الأيمن، وكسر غير كامل في ظفر إبهام اليد اليسرى، وقطع في الملابس الداخلية للقتيلة بما يتفق شكلاً وموضوعًا مع الجرح أسفل الثدي الأيمن.
ورجح أن تكون الأداة المستخدمة في الجريمة "سكينًا" أو ما شابهها، وأثبت التقرير الطبي وجود مقاومة من القتيلة لقاتلها، دلل عليها بجرحي الساعد الأيمن وكسر الظفر، مشيرًا إلى أن تلك الإصابات ذات طبيعة دفاعية، كما أثبت التحليل الطبي أن دماء القتيلة خالية من أية مواد كحولية أو مخدرة.
كما أثبت الطبيب الشرعي وجود دماء على جدران الشقة بلغ ارتفاع بعضها نصف المتر، مشيرًا إلى أن انتشار الدماء حول عنقها يشير إلى أن المجني عليها كانت مسجاة على ظهرها عند ذبحها، بعد تثبيت الجانب الأيمن من رأسها، وأن القاتل قام بنحرها من الجهة اليسرى لرأسها